ماذا تفعل اذا كُنت ناوي تكحلها لكنك عميتها؟

post Image>

أحيانًا وبحُسن نية نُحاول أن نُقدم المُساعدة لمن نُحب، لكننا نُفجع بأننا قمنا بإيذائهم بدلًا من مُساعدتهم. إليك بعض النقاط التي من المفيد أن تتأمل فيها المرة القادمة التي تُقدم فيها على تكحيل موقفٍ ما، فتتسبب بالعمى بدون قصد:

 أولًا: مبروك أنت لست كائن حي فحسب وإنما إنسان لديه قلب ينبض أتفهم جيدًا إحباطك الآن وتألمك وإحساسك بخيبة الأمل والعار تجاه نفسك، إلاّ أني هُنا لأهمس في إذنك: مبروك! فهذا الموقف على سوئه وكارثيته يدل على بشريتك وإنسانيتك. هذا يدل أنك تتعدى كونك مجرد كائن حي يملك أعضاء تتنفس وتعمل كأي كائن حي آخر، فأنت إنسان له قلب وعقل ووجدان يُحاول أن يتفاعل مع الناس يؤثر فيهم ويتأثر بهم، يتألم لألمهم، ويفرح معهم. ربِّت على كتفك، انفض عنك الشعور بالعار، واحسب لنفسك شرف المُحاولة، وافتح قلبك للدروس التي من المُمكن تعلُمها من هذا الموقف.

ثانيًا: تقبّل أن لكل شخص مساحة للتقبل تختلف عن مساحتك أنت ربما كنت صادقًا في نُصحك، وربما كنت تعتقد بأن المُساعدة التي عرضتها على صديقك هي الخيار الأصلح له في هذه المشكلة، وربما كُنت متأكدًا بلا أدنى شك بأنه يُعالج ما هو فيه بطريقة خاطئة جدًا. كل ذلك لا يُهم لأنك في الحقيقة لا تملك من أمره شيء. أنت لست صديقك. وقلبك ليس قلبه، وعقلك ليس عقله، وظروفك ليست ظروفه. ذكرّ نفسك ربما يكون كلامك صحيحًا، لكنه غير مُستعد لسماعه، ربما تملك الحل لمشاكله، لكنه ليس مستعدًا لاستقبال هذا الحل.

 ثالثًا: لا تهم نيتك، تحمل مسؤولية خطأك في هذه المواقف نجدنا ندافع عن أنفسنا باندفاع وبحرارة لنؤكد صدق نوايانا، في الحقيقة أن نيتك لا تُهم هُنا. القاعدة تقول بشكل عام مع البشر أن النية لا تُهم بقدر ما يُهم الفعل. تحمل مسؤولية خطأك، واخلع كبرياءك، واعترف به. . لا تقل أنا آسف والله لم تكن نيتي أن أؤذيك. بل قل: أنا آسف لأني آذيتك وجرحتك. أنا آسف لأني جعلتك تشعر بالشفقة أو لأني تدخلت في أمر لم يكن لي الحق التدخل فيه.

رابعًا: كُن صادقًا مع نفسك ما الألم الذي تحاول الهرب منه؟ في بعض الأحيان تكون مُحاولاتنا لإصلاح أوضاع الآخرين هي في الأصل مُحاولات لإصلاح ذواتنا. نهرب من جراحنا لنختبئ وراء جراح الآخرين، ننشغل بآلام الآخرين عن آلامنا، ننبّش في مشاكل الآخرين لأننا غير قادرين على مُواجهة مشاكلنا. لذلك عندما تقوم بالتدخل في حياة أحد أصدقائك وأقاربك وتجد نفسك تسببت بالضرر أكثر من الفائدة، ربما عليك أن تسأل نفسك هل كُنت فعلًا أحاول أن أساعد صديقي؟ أم كُنت أحاول أن أجد طريقة لأشعر فيها بالقوة والسيطرة لأني مُتألم؟ هل اجتهدت فعلًا في فهم احتياجه والسماع منه أم أني لم أكن مُهتمًا جدًا بألمه بقدر ما كُنت أحاول الهروب من ألمي؟

هذا المنشور محتوى مختصر من صندوق الاسعافات الأولية العاطفية
مُنتج قادم، الهدف منه أن يُساعدك عندما تكون في مأزق عاطفي، أن يكون رفيقك في حالة الطوارئ أي أنه يُشبه علبة الإسعافات الأولية في منزلك التي لا يُمكن أن تكون بديلًا عن الطبيب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 − 2 =

لا توجد تعليقات

Join our mailing list

Be the first to know about our new products and promotions and enjoy the enriching weekly newsletters.