تحليل للعبارة الرائجة : أنصت لقلبك

post Image>

  1. يشيع في أوساط تطوير الذات عبارات مثل ثق بصوتك الداخلي أو أنصت لقلبك، حتى أصبحت من أكثر الكليشيهات انتشارًا وقبولاً.  لكننا سرًا نشعر بالقلق تجاه عبارات مثل هذه ماذا لو صوتي الداخلي قادني لكارثة؟ ماذا لو قلبي يدفعني نحو الخطأ؟ ماذا لوحدسي وكل ما بداخلي يدلنّي على الخيارات الأكثر راحة وإن كان بعيدة عن الصواب؟ هُنا تحليلاً بسيطًا لتفهم (قلبك) قبل أن تُحاول أن تستمع إليه
  2. أهل التصوف يُعلموننا وعلى رأسهم الامام الغزالي رحمه الله بأن هُناك فرق بين القلب والنفس ، والروح. وهذا الفارق ربما يساعدنا على معرفة مصدر الصوت الذي نسمعه بداخلنا. هل هو من القلب، أم النفس، وأيهما أولى بالسماع؟

الروح: خيّرة ربانية لا نعرف كُنّها فهي من الغيبيات ففي الآية ” ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي” فهي خيّر بحت قبل أن تتصل بأي مادة. أما اذا اتصلت بالجسد “أي المادة” أصبحت نفسًا.
القلب: هو حقيقة الانسان هو الجُزء الذي يفقه من الانسان ويُدرك ويعلم، وهو شرعًا المخاطب، والمُعاقب، والمُعاتب، والمطالب. كل قلب بالفطرة مُستعد وصالح لمعرفة الحقائق. فالقلب كالمرآة ينجلي فيها حقيقة الحق في الأمور كلها.

النفس: هي الأصل الجامع لقوة الغضب والشهوة عند الانسان ويُقال أنها جامعة للصفات المذمومة من الانسان فالنفس هي التي تشتهي وتُدافع وتتوق وتُصارع وتسعى للأهداف وتحسد وتمكر. لذلك كان يعملون المتصوفة على مُجاهدة النفس وكسرها لأنهم كانوا يؤمنون بأن أعدى عدو لك نفسك التي بين جنبيك.

  • نعود مرة أخرى للسؤال الأصلي لنتأمل قليلاً: عندما يطلب منّا الآخرين أن نستمع لصوتنا الداخلي أو أن ننصت لقلوبنا. أي الأصوات نسمعها؟ إذا كانت الروح ليست أمرًا مُتاحًا أو معلومًا، هل نُنصت غالبًا للقلب أم نستمع للنفس وشهواتها؟
  • أن تملك قلبًا حيًا دليلاً لك لهو من النعم العظيمة ففي الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم” إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا، جعل له واعظًا من قلبه” لكن كيف نجعل قلوبنا واعظة لنا بالخير؟ فكما سبق القلب لديه القابلية والاستعداد لمعرفة الحق.
  • كيف تتجلى الحقيقة في القلب ويكون واعظًا لنا؟

إمًا بالعلم والتعلم والمُجاهدة في سبيل معرفة الحق

أو بالانشغال بالتصفية المُجرّدة والتطهير المحض لقلبك فتعمل على قطع علائق الدنيا من قلبك وتركز على المحافظة على حضور قلبك.

 وإنها لطريق طويلة، ووعرة، وتحتاج إلى احضار الهمة مع الإرادة الصادقة والتعطش التام فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يقولون بعد كل معركة ” عُدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر”

  • أما الاستماع للنفس فهو خطر فقد أجمع العارفون بالله أن الخذلان بأن يكلك الله إلى نفسك ويخلي بينك وبينها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر − 1 =

لا توجد تعليقات

Join our mailing list

Be the first to know about our new products and promotions and enjoy the enriching weekly newsletters.