أشعر أنني تزوجت طفلًا

post Image>

قد يبدو أنه من الإهانة التفكير في شريك حياتنا على أنه طفل في جوانب ونواح معينة، وقد يبدو أن الأمر غير منطقي ألا يمتلك منصب ووظيفة؟ ويمكنه قيادة سيارة؟ ولديه بطاقة ائتمانية؟ ولكن هناك دافع قوي يجعلنا نتبنّى هذا الموقف وهذه الفكرة التي قد تبدو غريبة ومُنفّرة بعض الشيء! فعندما نتعامل مع الأطفال نجد أننا صبورين ومُتسامحين ومُتفهمين بشكل كبير جدًا. وهذا لا يعني أن الطفل لن يقوم بأعمال خاطئة أو مستفزة لنا، على العكس قد يقلب الطفل صحن المعكرونة التي قضينا وقتًا طويلًا في تحضيرها لوجبة العشاء ولكننا قد لا نصرخ عليه بانفعال. قد تنتابه نوبة غضب وقت النوم لكننا لا نشعر بالقلق الشديد لأننا نفهم أنه مُتعب أو أنه يعاني من فترة التسنين أو أنه مرتبك بعد صباح أرهقه عاطفيًا في رياض الأطفال.

إدراك ضعف الآخر يورّث رحمة في التعامُل معه

مع الأطفال نتعامل ونتصرف بهدوء ونقوم باحتواء المواقف بقلب كبير ونحاول استخدام سلوكيات أكثر حكمة معهم. كل هذا ونحن مبتعدون عن شخصنة الأمور، كُل هذا لا يهُز غرورنا ويبقى الأنا الخاص بنا سليم لم يُمس. عند التأمُل في هذه الحالة نجد أن ردود أفعالنا هي من ساعدتنا على حماية الأنا، وأن هذا التصرف والاحتواء والنظرة الشمولية الإدراكية للموقف تختلف تمامًا عما يحدث عادةً عندما نتعامل مع إحباط شريكـ/ـة الحياة لنا. هنا نبدأ بالصياح، نشكو وننتقد. لكن ماذا لو استخدمنا نفس نمط التعامُل ونفس العقلية مع شريكـ/ـة حياتنا، ماذا لو اعتبرناه طفلًا صغيرًا في بعض المواقف؟ هذا لا يعني أننا نُقر بعدم أهليته أو عدم مسؤوليته بما يفعل، بل هذا يُساعدنا لتفسير الجوانب الأقل جمالًا في شخصية وسلوك الشخص الآخر. تدفعنا عقلية التعامُل الطفولي مع الآخرين لوضع احتمالات لتصُرفاتهم، فبدلًا من أن نرى الآخر مُجرد شخص بالغ يتصرف بطريقة حمقاء جدًا، سنتمكن من إدراك مدى ضعفهـ/ـا وسنحاول أن ننظرلهـ/ـا كشخص طبيعي يتعرض للجوع والتعب والحزن والقلق والندم.مع الأطفال نحنُ نمتلك يقين كامِل بضعفهم ونقصهم، ويدفعنا هذا الإدراك للتعامُل معهم برحمة.

النظر إلى ما وراء الذات البالغة

دائمًا ما نحب فكرة أن ينظر الأشخاص لنا كأننا أصغر سنًا مما نبدو وننسى أنه في بعض الأحيان يُعتبر النظر إلى ما وراء الذات البالغة هو أعظم ميزة. ماذا لو نظرنا لشريكـ/ـة الحياة بنفس العين؟ ألن يساعدنا ذلك كثيرًا على التعاطف والتسامح مع الطفل المُحبط أو الغاضب أو الغير قادر على الإفصاح والتعبير عما بداخله؟ ماذا لو علقنا على باب الثلاجة صورة لشريكـ/ـة الحياة في سن الثالثة أو الرابعة صورة يبدو فيها مبتهجًا بعفوية، ماذا لو حاولنا تذكُر هذا الطفل خلال الأزمات!

* هذا المحتوى مُستلهم من صندوق الزواج المُقدم من Theschooloflife.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة − 2 =

لا توجد تعليقات

Join our mailing list

Be the first to know about our new products and promotions and enjoy the enriching weekly newsletters.