ماذا يجب أن تعرف عن نفسك؟

الكثير منا يختزل معرفة الذات في معرفته لتخصصه، هواياته، الأكل المُفضل له، روتينه اليومي، نوع صداقاته. وهي أمور مُهمة لكنها إلى حد ما سطحية.

معرفة الفرد لذاته أمر جوهري وليس بدعة أجنبية، فبصيرة الفرد بنفسه وبنقصه جزء لا يتجزأ من تمام عبوديته ومعرفته بربه.

أن تتعرف على نفسك هي رحلة طويلة ومُرّة وتحتاج إلى صدق عالي مع الذات ومُصابرة في سبيل الوصول إلى الفهم والحقيقة

هنا خارطة غير مثالية لأنها قد تُرشدك في رحلتك للتعرف على نفسك. عليك أن تمرّ بهذه المناطق لتعرف نفسك جيدًا:

لتتعرف على نفسك جيدًا عليك أولاً أن تبدأ بالتعرف على نقصك البشري، على الأشياء التي تتمنى أن تتحكم فيها لكنها خارج سيطرتك تمامًا. عليك أن تتقبل بأن دائرتك تأثيرك أصغر مما تتمنى.

معرفة قدراتك وإمكانياتك: من أغلى الهدايا التي ممكن أن تهديها لنفسك هو العمل على اكتشاف قدراتك وامكانياتك. أن تقول ” نعم” لكثير من التجارب حتى تستطيع أن تقول “لا” ذات معنى. أن تضع نفسك خارج منطقة راحتك حتى تعرف حقيقتك وقدرتك على التحمل.

معرفة جراح طفولتك : ليس منّا من ينجو من طفولته بلا جراح وبعض العطب. لذلك أبدأ بالتفتيش عن الجراح التي تتحكم في حاضرك وتؤثر على تصرفاتك وتُخرج أسوأ مافيك دون أن تدري. استعن بمُرشد نفسي أو أخصائي نفسي اذا استدعى الأمر ذلك.

معرفة انحيازاتك الفكرية:  مُتعصب لماذا؟ على من/ ومتى تطلق أحكامك بشكل قاسي؟ ما هي الأفكار التي لا تتسامح أبدًا معها؟ متى تجد نفسك قليل الصبر وغير قادر على الاستماع لمن أمامك؟

معرفة منطقك وجنونك الخاص: ما هي الأفكار الغير منطقية، والغير عقلانية التي تتحكم في حياتك؟  هل تؤمن مثلاً بأن الحياة يجب أن تكون مثالية؟ هل تسعى دائمًا لأن يكون الجميع سعيد طوال الوقت؟ هذه بعض الأمثلة عن الأفكار الغير منطقية التي قد تقودنا للتعاسة والجنون.

معرفة أنك لا تعرف/ ولن تعرف كل شيء عن نفسك  هي الحقيقة الثابتة في هذه الرحلة. لذلك كُن منفتحًا لما يقوله الناس عنك. استقبله كإشارات تعليمية، كفرص للنمو والاختبار، كوسيلة للاتساع. لا تأخذه بشكل شخصي وحاول أن تتجاوز كبريائك لتستفيد منه.

Photo By: Robin Schreiner