Join our mailing list
Be the first to know about our new products and promotions and enjoy the enriching weekly newsletters.
Last Update نوفمبر 3, 2024
هذه رسالة من شخص يشاركك نفس الشعور
اعلم أنك رُبما لاتمتلك أي طاقة لقراءة هذه الكلمات أو حتى لإكمال هذه الأسطر، اعلم أيضا أنك قد تكون مُثقل وغير مُستعد لاستقبال أي مواعظ أو حلول. قد تشعر بأن الآخرين لم يمروا بما مررت به، ولن يستشعر أحد مقدار الألم الذي يعتصر وجدانك. ربما تشعر أن حياتك قد توقفت ولن تعود إلا في حين انجلاء أزمتك! ربما تشعر وكأن غمامة تلاحقك تشوش عليك أفكارك تفقدك تركيزك وتنغص عليك نومك! قد يزورك احساس من دون قصد بمدى سخافة أحاديث من حولك مُقارنةً بأزمتك! قد تستفزك اهتماماتهم لأن ماتمر به ومايستحوذ على تفكيرك يجعل من الصعب عليك الدخول في أحاديث عابرة فجل طاقتك منصبة على الأزمة التي تعيشها وأنت تعتقد أنه من الخذلان أن تفكر في غير ذلك. ربما أنك تتمنى لو تستطيع أن تتقوقع داخل نفسك وأن تنقطع عمن حولك وفي أحلك لحظاتك شدة ربما تمنيت لو لم تكن وجدت في هذه الحياة ولم تختبر شعور الألم والخوف والقلق من المجهول والحزن الذي يعتصر قلبك فتذكُرقول مريم عليها السلام (ياليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا) وتشعُر بذات شعورها، ربما تأخر الجواب وتأخر النداء ومللت من انتظارك للفرج.
أريدك أن تعلم أني أشعر بك تمامًا وإن اختلفت الأحداث والظروف ولكن المشاعر التي نختبرها خلال الأزمات تكاد تكون متشابهة وان اختلفت حدتها وحدة المشاعر المصاحبة لها، ولكن مانختبره من مشاعر خلال الأزمات عادةً ما يكون متشابهًا. في الأسطر التالية لن تقرأ وصفة سحرية ولكنها وصفة إنسانية قد يفيدك بعضها وهي محاولة مني لأُطبطب على قلبك لأني أعلم مدى الضيق والتعصُر الذي يعتريك.
لكُلٍ منا طريقته في لم شعثه
في البداية أنصحُك بأن تحترم ماتشعر به حتى ولو كنت تميل للشعور بالانعزال فأنت قد تحتاج لوقت تلُم فيه شعثك، إن شعرت أنك تحتاج لأصدقائك أو أقاربك من حولك فاطلب منهم الدعم ربما أنت من الأشخاص الذين يشعرون بالراحة عند الحديث مع الغير وقد تتماثل للشفاء من تكرار قص ماحدث لك.السيدة خديجة رضي الله عنها بعد حادثة نزول الوحي قدمت للرسول عليه الصلاة والسلام الإسعاف النفسي الأولي حين دثرته بعد أن جائها ينتفض واستمعت له وطلبت منه إعادة روي ماحدث له لورقة بن نوفل. بعض الأشخاص يريحهم الحديث مع من يثقون بهم وإعادة قص مامروا به! والبعض الآخر يشعر بالراحة عند الاختلاء بنفسه. في كلا الحالتين أنت تحتاج من الجرعتين تحتاج لأن تكون مع نفسك وأن ترتب أفكارك كما أنك تحتاج قُرب الأشخاص الذين يشعرونك بالراحة وتستطيع أن تكون معهم من غير أي قناع، الأشخاص الذين لديهم القدرة على الإنصات لك من غير أي حكم وتفهم مشاعرك من غير لوم ولم شعثك بمجرد فهمهم لما تمر به. أدعوك أيضا لطلب المدد من الله سبحانه وتعالى، اعلم أن لديك الكثير من التساؤلات من قبيل لماذا اختارني الله لكي أختبر هذا الألم؟ هناك وعد رباني بأن مع العسر يسرا ولكني أنتظر الفرج ولم يأتي بعد؟ استمع لآيات السكينة ورددها عسى أن ينزل الله على قلبك السكينة الطمأنينة، واعلم أنك تختبر هذه الأزمة لأن الله سبحانه اصطفاك لكي يجزيك أجر الصابرين. اعلم أن كونك تشعر بمشاعر الحُزن لاينفي أنك غير صابر وأن الجزع والسخط الذي نهى الله عنه هو في أن تسخط من قدر الله اطلب من الله المعونة أن يثبتك ويقويك ويرزقك حسن الظن به.
قد تكون مللت من انتظارك للفرج وأنه لم يأتي بالطريقة التي تمنيتها أو السيناريو الذي وضعته وتخيلت أنه الأمثَل، عندها اقرأ سورة الفتح وحاول أن تستشعر مشاعر الرسول عليه الصلاة والسلام عندما رأى أنه يطوف بالبيت الحرام وذهب مع صحابته على أبواب مكة للطواف في بيت الله الحرام ولكن قريش منعته من دخول الحرم وعقدت معه صلح الحديبية الذي كان في ظاهره مجحفًا بحق المسلمين وعاد الرسول عليه الصلاة والسلام وصحابته وهم في طريقهم إلى المدينة نزلت سورة الفتح مرة واحدة مكتملة مُحملة بِشارات للرسول عليه الصلاة والسلام بأن الله غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر، وبِشارات لأصحابه بأنهم سيدخلون البيت الحرام مهللين مكبرين وتحققت الرؤية بعدها بسنتين وكان وقتها قد اشتد المسلمون قوة وكثر عددهم. تعلمنا هذه الحادثة أن العِوَض يأتي في الوقت الذي يريده الله بالطريقة الأمثل حتى لو لم ندرك أنها الأمثَل، ادعو الله أن يكشف لك الحكمة وسلّم أنه اختار لك سبحانه بعلمه وقدرته وتدبيره الأفضل لأنه أرحم بك من والدتك.
خُطة لاحتواء قلوب من حولك
إذا كنتِ أمًا أو كنت أبًا وكان عليك مسؤولية نحو أطفالك الذين لاذنب لهم بما تمر به، تذكر أنك لست شخص خارق من حقك أن تشعر وتكون على حقيقتك أمامهم. في الحقيقة أنت قد تقوم بإرباكهم إذا تصرفت مع الأحداث التي تمر بها ببلادة ولم تظهر لهم أي شعور. اعلم أن الأطفال يمتصون حزننا ويرتبكون في كونهم لايعلمون ماعليهم القيام به كما أنهم ليس لديهم القدرة على وضع الأمور في حجمها الطبيعي. أتفهم أنك كأم أو كأب تتمنى لو أنك أخذت كل ألم وحزن الدنيا وشعرت أنت به عوضًا عنهم، بدل أن يمسسهم أي سوء ولا يسوء خاطرهم أي أمر، ولكن تذكر أنهم سيكبرون يومًا ما وسينفصلون عنك و سيواجهون الحياة بمفردهم، لذلك مرورهم بالمصاعب في طفولتهم يقويهم ويبني مرونتهم النفسية، لكن من المهم عند الانكشاف لهم أن تخبرهم بأن ماما أو بابا يمرون بظروف صعبة في العمل/ العائلة أو غيرها وأن لا دخل لهم فيما تمر أنت به وأنك ستتحسن مع الوقت وطمئنهم بأن لكل مشكلة حل أخبرهم أيضًا ماذا تحتاج منهم في هذه الفترة بوضوح (هدوء في أوقات معينة، تفهم انشغالك، مساعدتك في مهام البيت، الكثير من الأحضان والقبل مثلا). تذكر/ تذكري أنهم ليسوا مكان لتفريغ مشاعرك من غضب و ألم أو حزن حاول أن تستعين بصديق أو قريب يساعدك في تحمل مسؤوليتهم ولا تتردد أبدا في استشارة طبيب نفسي فيما تمر به.
جرعة من الضحك ستخفف عن قلبك المكلوم شيئا ما
حاول أن تقوم بما يشعرك بالراحة ويخرج الطاقة السلبية ولو كان بسيطا كالمشي مثلا، الكتابة، الخلوة، لا يوجد وصفة سحرية لاتباعها لكلٍ منا طريقته الخاصة في التفريغ. قد تحتاج للهروب أحيانا من أفكارك بمشاهدة برامج مضحكة، اللعب… أي شي يجعلك تتوقف قليلا عن التفكير وهذا ليس عيبًا، حاول أن تنظرله على أنك تحاول الاعتناء بذاتك وحاول أن لا يوقفك ذلك عن المضي قدمًا في الحياة.
تحرى أن تغمس نفسك في مواقف أومع أشخاص يعطوك جرعة من الضحك. قد تكون مشاهدتك لفيلم كوميدي، قد يكون لدى أحد من أصدقائك القدرة على سرد الأحداث اليومية بطريقة فكاهية تجعلك تنفجر ضاحكا، قد تكون مرافقتك لطفل صغير يجعلك تنظر للحياة بعين الدهشة من جديد! لاعيب في ذلك حتمًا أنت تحتاج أن تخفف عن قلبك المكلوم وتتذكر أنه رغمًا عن كل شيء لايزال لون السماء أزرق لازوردي اليوم وكل يوم! وأن رائحة زهرة الليليوم لا تزال فواحة بشكل صارخ مبهج وأن نسمة الهواء التي تداعب وجنتيك تقول لك أن كل شيء سيعود كما يرام وأنه كما يسير هذا الكون البديع بقدرة ربه المدبر سبحانه ستتيسر أمورك بإذن الله.
Be the first to know about our new products and promotions and enjoy the enriching weekly newsletters.
11 تعليق