Join our mailing list
Be the first to know about our new products and promotions and enjoy the enriching weekly newsletters.
Last Update ديسمبر 26, 2022
تقول دراسة أجنبية بأن أكثر من ٨٩ ٪ من الناس يشعرون بالسوء والاحساس بالذنب لاستخدامهم الجوال أثناء
جلوسهم مع عوائلهم: هذه الإحصائية كما أتذكرها نُشرت في أحد الدراسات في عام ٢٠١٤ و كان يصف فيها الكاتب كيف أننا نعيش معًا لكننا في وحدة غير مسبوقة.
هذه الإحصائية كانت نقطة البداية التي حركتني أنا وشريكتي رولا بادكوك لبدء حجرة. ورقة. مقص. في عام ٢٠١٥، فمُشكلة التواصل الاجتماعي وتحدياته في هذا الزمن المليء بالضوضاء التقني تمكنت منّا منذ البداية، ودفعتنا بشغف وحُب في رحلة للوصول إلى حل وطريقة يُمكن لنا من خلالها أن نؤثر -على الأقل- في اجتماع العائلة الأسبوعي لنجعله أقل وحدة وأكثر حميمية.
كُنت للتو عائدة من الولايات المُتحدة الأمريكية ومأخوذة بسحر اللعب الذي كُشف لي من خلال دراستي للعلاج باللعب في ولاية كولورادو ثُم التقيت برولا فوجدتها تشاركني نفس الإيمان بقوة اللعب وإمكانياته. ببساطة اللعب كان أول الحلول في صندوق أدواتنا المُشترك وأكثرها ابتكارًا وجاذبية، فقررنا أن نُجربه كوسيلة لتعميق التواصل بين أفراد العائلة وبين الأصدقاء فقُمنا بإطلاق صندوق العيد في مايو ٢٠١٥ كتجربة أولية لنتحرى من فاعلية اللعب كحل وكنموذج عمل تجاري. وفُوجئنا برد فعل العُملاء الذي فاق كل توقعاتنا والذي كان بمثابة نقطة اللاعودة إلى الوراء.
في خلال الخمسة السنوات الماضية، انتجنا أكثر من ١٥ لعبة وبعنا الآلاف من النسخ، وصلتنا منكم الكثير من الرسائل التي وجدت طريقها إلى قلوبنا ودفعتنا للمزيد من العطاء. وكان تفاعلكم مع ألعابنا خير بُرهان على المعاناة الحقيقية في موضوع التواصل والرغبة المُلحة عند الجميع للانعتاق من سُلطة التكنولوجيا من جهة، وللوصول إلى العُمق في العلاقات من جهة أخرى.
ومنذ اليوم الأول كان يبدو المشروع رومانسيًا عند البعض وكُنّا نُسأل دائمًا عن الألعاب الالكترونية ومدى استعدادنا للدخول فيها ولمواجهة اكتساحها لحياة أبناءنا، وكان ردنا واحدًا منذ البداية بأننا لن نُغلق الباب على أي حل يبدو جيدًا لمُشكلة التواصل. فنحن لسنا شركة مُتحيزة للألعاب الورقية فقط، ولسنا في حرب للدفاع عن الألعاب اللوحية، نحن شركة كانت وما زالت تعمل من أجل تعميق علاقاتنا الإنسانية والأخذ بها إلى مستوى أعمق وأغنى بالمعنى.
فإن كان هُناك جانب واحد من عالم ريادة الأعمال الذي تعقدّت تعاريفه واختلطت في الآونة الأخيرة ينطبق علينا بشكل واضح في مشروعنا حجرة. ورقة. مقص فهو بأن رياديو الأعمال مدفوعين بحل مُشكلة معينة حد الهوس أكثر من حافزيتهم ودافعيتهم لأي شيء آخر، حتى أكثر من تحقيق الربح.. فرولا وأنا وفريقنا الاستثنائي على مدار الخمسة السنوات الماضية لم يُحركنا الربح المالي بقدر ما حركتنا الرغبة في تحسين العلاقات وتعميقها.
لذلك بعد احتفالنا بمرور ٥ سنين على الشركة قضينا كفريق ساعات مُطوّلة من المُراجعة والتأمل في مسار الشركة ونموها وتحقيقها لأهدافها المرجوة، كُنا قد وصلنا جميعًا لمُستوى من النمو الشخصي والمؤسساتي ثابتًا ولم نعد نستطيع أن نرى فرصة للصعود أكثر في عالم تصميم الألعاب. وجدنا أنفسنا – بدون تخطيط- في مُفترق طُرق نتساءل ما هي الخطوة القادمة؟ وقد كان هُناك اجماع صامت وبدون اتفاق مسبق بين جميع أعضاء الفريق بأن الخطوة القادمة ليست في عالم الترفيه، والأداة الجديدة التي نُريد تجريبها لمساعدة الناس في تعميق التواصل ليست لعبة جديدة.
شعرنا بأن اللعب صار أصغر منّا وأضيق من أن يعكس جُهودنا في تطوير أنماط علاقاتنا الإنسانية التي يتطلبها هذا العصر. جميعنا نضجنا داخل الفريق وتطورنا وأصبحنا نعرف بأن اللعب مساحة آمنة لردم الفجوة الأولى بين أفراد عائلةٍ تآكل ارتباطها بفعل التقنية، لكن العمل على نفس العلاقة بعد ردم الفجوة يحتاج لأكثر من لعبة ولأكثر من أداة. أصبحنا على وعي أكبر بالتحديات العظيمة التي تقف بيننا وبين انسانيتنا في هذا العصر السائل. لذلك قررنا كفريق أن نخلع عنّا رداء اللعب الذي بات مُرتبطًا باللحظات العابرة والأثر القصير المدى وأن نُخاطر بأغلى ما قُمنا بالاستثمار فيه ألا وهو ولاء مُجتمعنا الذي أصبح حجرة ورقة مقص في ذهنه عبارة عن مجموعة ألعاب. أن نُجازف ونخوض حبوًا وبحذر في مجالات جديدة بعد أن تمرسنا في صناعة تجارب اللعب وتربعنا بكل فخر في الكثير من الاجتماعات العائلية. لكن الدافع خلف هذه الرغبة بالتحول كما ذكرت أعلاه ليس تفادي خسائر مُعينة بل على العكس فإن حجرة ورقة مقص بفضل من الله ثم بفضل مجتمعنا الوفي في ربح دائم لكن وفاءنا للرسالة كما ذكرت ورغبتنا في خدمتها بطريقة أفضل هو الذي دفعنا لإعادة النظر في مُخرجاتنا.
فور وصولنا للقناعة الصعبة بأن الوقت حان لهذا التغيير الجذري، بدأنا رحلة طويلة لتطوير هُويتنا من كل جوانبها سواء كان بصريًا، أو تجاريًا كنموذج عمل، أو عاطفيًا كخطة تواصل وبناء مُجتمع مُتحمس لنا، رافقتنا في هذه الرحلة بكل كرم وصبر واحترام لصعوبة الرحلة دُعاء بوقس الفنّانة المتعددة المواهب التي اعتنت بتحويل هذا المخاض الصعب الجميل إلى عمل فني جميل في هويتنا البصرية الجديدة.
في أثناء الرحلة مررنا بالكثير من المشاعر والذكريات، شعرنا بالحماس المشوب بالخوف والفقد، وتوقفنا بعتاب واحساس بالإحباط والفشل عند تحليلنا لبعض اللحظات الجوهرية في رحلة شركتنا، وبامتنان وفخر عند تحليلنا لأخرى. لكن الأهم من ذلك هو التزمنا في كل الأوقات بالصدق مع ذواتنا ومع بعضنا البعض اخذنا بكل ملاحظاتنا وأفكارنا ومشاعرنا وأرقامنا للسطح بدون أن نُحمّل أي منها أي اتهامات أو تأنيب ضمير أو مجاملات لأننا كنّا نشعر بأن مستقبلنا ومستقبل الشركة على المحك.
قررنا بأن اللعب سيبقى جزءٌ لا يتجزأ منّا وستشاهدون في المستقبل القريب ألعاب جديدة في “يجوب” وهي الابن الأصغر لـ”حجرة. ورقة. مقص”، لكننا أيضًا سنستثمر جهودنا وميزانياتنا في مجالات جديدة منها صناعة المحتوى بكافة أشكاله وتصميم الخبرات المُجتمعية التي تختبر أنماط التواصل والتفاعل الإنساني.
نحن على وعي تام بأن النتائج غير مضمونة، وبأن كل الاستعدادات النفسية والعملية والتسويقية لانطلاق حجرة. ورقة. مقص بهويته الجديدة قد تفشل لكننا جميعًا متقبلين لأي نوع من الخسائر في سبيل هذه الولادة الجديدة، لإيماننا كما ذكرت سابقًا بأن منطقة راحتنا ضاقت علينا وستضيق أكثر في المستقبل القريب رُغم رحابتها الظاهرة. وبأن القوالب التي كان يقدمها لنا عالم الألعاب لم تعد كافية للرسالة التي نحملها ولم تعد تخدم قيمنا بشكل مُرضي.
الآن عزيزي القارئ، أُحرضك للغوص في داخلك أسأل نفسك هل تغير مقاس أفكارك؟ ما هي الفكرة التي حان الوقت لك لخلعها لأنها ضيقة عليك وتحتاج إلى ارتداء أفكار أوسع وأرحب؟ ما هي المناطق التي تحتاج منك إلى شجاعة التحول والانتقال إلى مساحات جديدة؟
هل لديك مجموعة من الأفكار التي لم تعد تخدم نموك وتطورك كإنسان وحان الوقت للتخلي عنها؟ وتذكر بأن تخليك عن أي فكرة لا يُقلل من نُبلها وجمالها وحقيقتها، كل ما في الأمر بأنها لا تخدمك – انت- في هذا الوقت وفي هذه المرحلة من حياتك. كما أنه يُمكنك أن تُرحب بأفكار جديدة لتزيد من اتساعك إلى جانب أفكارك القديمة، ربما فقط تحتاج إلى أنماط وأفكار داعمة لما لديك.
وأخيرًا، إذا كُنت من مُجتمع حجرة. ورقة. مقص الداعم، أود أن أعترف لك بالفضل فوجودك – بعد فضل الله- هو ما مكننّا من أن نكبر وننضج، وأؤكد لك بأنك كُنت حاضرًا في أثناء مراجعاتنا فولائك لمدة ٥ سنوات كان أكبر نجاح وأجمل وسام فخر نحمله. وكلنا أمل أن ترافقنا في رحلتنا الجديدة بحِلمك وكرمك وصبرك والأهم برأيك الصادق.
Be the first to know about our new products and promotions and enjoy the enriching weekly newsletters.
3 تعليقات